الدولار الأمريكي وبداية النهاية بواسطة

– مر بأصعب أيامه خلال شهر ديسمبر، وربما يزيد الأمر سوءًا.

فنرى العملة في بداية طريق الخسائر، في ظل الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتحسن النمو العالمي، والطلب على أصول الملاذ الآمن، وفق إيه بي إن أمرو بنك. وفي الحين ذاته، اتجه الفيدرالي إلى معسكر الحمائم بعض الشيء، وهذا ما سيقلص تفوق سندات الخزانة الأمريكية، وفق إم آند جي للاستثمارات.

تألق الدولار الأمريكي خلال الحرب التجارية، ليصبح عملة ملاذ آمن. لجأ المستثمرون له للتحوط من تبعات الحرب التجارية. وبما أن الهدنة التجارية قائمة، والمرحلة الأولى للاتفاق ستوقع في 15 يناير، يسير الدولار الآن إلى الضعف.

سجل مؤشر الدولار من بلومبرج، الذي يتعقب أداء العملة أمام سلة من 10 عملات، انخفاضًا نسبته 2% خلال ديسمبر؛ الأعمق له في عامين. بذلك فشل الدولار في الاحتفاظ بما حقق من مكاسب في 2019، التي شهد خلاله ارتفاعًا نسبته 40% من انخفاض 2011، لذروة سجلها في 2017.

نال الضعف من العملة الاحتياطية على مستوى عالمي في أكتوبر، وسط علامات على انتهاء النزاع التجاري. وتوصل ترامب، والصين إلى الاتفاق في ديسمبر، والتوقيع في 15 يناير.

ورأينا بنك الاحتياطي الفيدرالي يرفع الفائدة في أواخر 2018، وما إن بدأت 2019، توقف الفيدرالي عن المساس بمعدلات ، فظلت ثابتة حتى حل شهر يوليو. من يوليو إلى أكتوبر خفض الفيدرالي معدل الفائدة الأساسي 75 نقطة أساس، ليجابه التباطؤ الاقتصادي الذي بدأ يظهر على الاقتصاد الأمريكي.

ولم يكن الفيدرالي وحده هو من يخفض معدلات الفائدة، إذ انتهجت البنوك المركزية جميعها حول العالم نفس النهج. ولكن، لم يعد لدى الفيدرالي الكثير من المساحة للمناورة، وربما لن يمس الفيدرالي المعدل حتى النصف الأول من هذا العام.

وفق بيانات بلومبرج بتقلص الفارق بين سندات أجل عامين الأمريكية، والسندات الألمانية إلى 216 نقطة أساس من حوالي 350 نقطة أساس في نهاية 2018.

وربما نشهد هذا العام فارق ما بين نمو الاقتصاد الأمريكي، ونمو الاقتصاد في باقي أرجاء العالم.

لا يرى الجميع أن الدولار سيستمر في الضعف.

تقترح سيتي جروب المراهنة على قوة الدولار أمام و، بسبب توقعات تفوق الاقتصاد الأمريكي على باقي العالم. ويشير جولدمان ساكس إلى أن الدولار سيتراجع في حالة ارتفع اليورو، و بقوة، ولا يرجح البنك حدوث ذلك.

وتقول توقعات بهبوط الدولار في 2020، لأن هناك مغالاة في قمته. ولكن هذا الهبوط سيكون محدود نسبيًا، إلا في حال لم يستمر الفيدرالي في التيسير، أو تحسن الاقتصاد الأمريكي بقوة.

يمكنك الاطلاع على التحليل الفني الكامل للدولار الأمريكي من هنا: